ذكر مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة ستبدأ خططًا لسحب قواتها من النيجر، بينما يقول الخبراء إن ذلك يعد ضربة لواشنطن وحلفائها في المنطقة فيما يتعلق بشن عمليات أمنية في منطقة الساحل. وتأتي المغادرة المقررة في الوقت الذي قال فيه مسؤولون أمريكيون إنهم يحاولون التوصل إلى اتفاق عسكري جديد.
انتكاسة كبيرة
وقال بيتر فام، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لمنطقة الساحل، إن فقدان الوصول إلى القواعد الجوية في النيجر يمثل انتكاسة كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بسبب موقعها الإستراتيجي للعمليات الأمنية في منطقة الساحل.
وأضاف: «على المدى القصير، سيكون من الصعب استبدالهم»، مضيفا أن الوجود العسكري المتبقي للاتحاد الأوروبي من المرجح أن ينسحب من النيجر بعد أنباء رحيل الولايات المتحدة،
وأن تمزق العلاقات بين البلدين سيؤثر على أموال التنمية والمساعدات الإنسانية المخصصة للنيجر، وهي دولة تقع أسفل العديد من مؤشرات الرفاهية.
خطط الانسحاب
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية لـ«AP» إن رئيس وزراء النيجر، المعين من قِبل المجلس العسكري الحاكم، علي لامين زين، ونائب وزير الخارجية الأمريكي، كورت كامبل، اتفقا على أن البلدين سيبدآن التخطيط لانسحاب القوات الأمريكية.
ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون جدولا زمنيا لانسحابهم، بينما سيتم إرسال وفد أمريكي، لتنسيق تفاصيل عملية الانسحاب قريبا.
دور مركزي
وتلعب النيجر دورا مركزيا في العمليات العسكرية الأمريكية بمنطقة الساحل الإفريقي، وهي منطقة تقع على حافة الصحراء الكبرى. وتشعر واشنطن بالقلق إزاء انتشار العنف الجهادي، حيث تعهدت الجماعات المحلية بالولاء لتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتوجد في النيجر قاعدة جوية أمريكية رئيسية في مدينة أغاديز، على بعُد نحو 920 كيلومترا (550 ميلا) من العاصمة نيامي، وتُستخدم في رحلات المراقبة المأهولة وغير المأهولة وغيرها من العمليات. واستثمرت الولايات المتحدة أيضًا مئات الملايين من الدولارات في تدريب جيش النيجر منذ أن بدأت عملياتها هناك في 2013.
لكن العلاقات بين النيجر والدول الغربية توترت منذ أطاح جنود متمردون برئيس البلاد المنتخب ديمقراطيا في يوليو. وطلب المجلس العسكري في النيجر منذ ذلك الحين من القوات الفرنسية الرحيل.